فؤاد قاعود - الصدمة

لو نزلت المحروسة ملفوفة القوام
أم العيون بنفسجى
من قصرها العالى و شاورت لى
لوحدى من دون الأنام
حأغض بصرى
و مش حرد السلام
علشان أنا من سنة
نفضت إيدى من الغرام
***
لو دندن البلبل بصوته الرخيم
و ضم عودته تحت جناحاته
و كنت أنا وحدى النديم
حأقفل ودانى فى وش أنغامه
و أهيل عليه التراب
علشان أنا من سنة
شفت الغنا كداب
****
لو أصطفانى المضحك المشهور
بلبعه و أتشقلب قصادى
حيطل من عينى الغضب
و مستحيل أبتسم
مهما المهرج هاص و زاط
علشان أنا من سنة
عرفت إن الضحك إبن العياط

****
لو خصنى الفيلسوف
بحكمته المحفورة فى ذهن الزمن
و بدأ يوجه لى الحديث
حأخد طريق غير طريقه
و أمشى بعيد عن ندوته و الزحام
علشان أنا من سنة
مؤمن بلا جدوى الكلام

****
لو أتحشى فرشى بريش نعام
و لو ستارة غرفتى
مطرزينها بأجمل الأحلام
محال أغمض عيونى
مهما يزيد لومى
علشان أنا من سنة
ضيعنى نومى
***
لو النجوم تنزل و تمشى فى الشوارع
و لو العمارات تطير
و لو الضفادع فى الشتا عرقت
و الجو فى أغسطس أصبح مطير
و لو الحمير أتكلمت بفصاحة
و النملة صبحت فى ضخامة الفيل
مش حأندهش
بعد اللى فات
علشان أنا من سنة
إحساسى بالدهشة مات

معقول

معقول؟
لا مش معقول...

بس كان حلو لدرجة انى نسيت الواقع ...

الواقع ؟

واقع ايه ؟

الحلم هو الواقع ....

حضنها ... رقتها ...طعم اكلها ....
إحساسى و انا معاها ....
مفتاح البيت ...
لمسة من ايديها...
كان جميل جدا و انا بديلها فلوسى تحوشها ...
أو وهي بتدفس نفسها جوة حضنى ...
أو وانا باقولها نكتة و هى بتضحك ....

الله ...

مستعد محضنش حد أبدا فى الحقيقة ...
مستعد أديلها فلوسى فى الحلم و أصحى كل يوم مفلس
بس تيجى كل يوم فى الحلم ...
والحلم يدوم...

يارب يدوم ...

يارب الحلم يدوم ...

الحلم و بس ....

الحلم بس ...

مش هاطلب حاجة تانية تدوم ...

جنتـــــــى

أيام الطفولة...
لم تكن أظافرى ناعمة..
نظرت فى الملكوت كتير و سألت ...و كلمة ليه و عشان ايه ...كتير سألت
ظننت أولا اننى غير عادى ...نبيا مثلا .....
ثم كبرت قليلا...
وللعجب ظلت أحلام اليقظة تزيد ...
و فى الخامسة من عمرى...
طلبت من الله فى صلاتى ان يميتنى...
اتذكر ذلك بشدة.... و لكنى لهيت عن هذا الطلب لشهور...
ثم عاودته مرة أخرى...
شغلتنى الحياه و معناها بشكل غير عادى...
انسان ...ايا انسان ... مــا أجهلك .... ما أتفهك فى الكون و ما أضئلك !
كانت حياتى وقتها هى عبارة عن " أحلام اليقظة - تأملات فى الخلق"
طوال الوقت ...أتأمل
ابتدى الأمر بسؤال ... و لما قوبل بالضحك ... نفرت من الكبار ...
و أضحيت أفسر كل شىء ... على مزاجى ...
ثم تعود التقسيرات للتغير...كلما كبرت و تعلمت ...
وقد كنت مازلت فى سن صغيرة جدا ....
و طالما كانت تساؤلاتى بلا حدود... لم يكن لشخصا أعرفه ان يتعلم او يعرف او حتى يسأل و يصل الى ذلك الحد الذى وصلته قبل بلوغه سن الثامنة عشر على الاقل...و قد بلغت ذلك فى سن تسع سنوات
ومن الناس بالطبع من لم يتطرق الى ذهنه سؤالا كهذه الاسئله التى سألت ووصلت لاجابتها قبل اتمامى العقد الاول من عمرى ، حتى يبلغ العقد الثالث من العمر ... ومنهم من لم يسأل ابدا ... ربما لم يستطع ..أو ربما قبل بكل شىء كما هو و لم يحتاج ان يعرف أكثر...بل ربما عرف الكثير ولم يفهم... ولن يفهم ..
لم يكن الاحساس بالتميز يشغلنى ...ولم يكن موضع اعجاب من أهلى مثلا...
بل كانو يشعروننى بان هذه خلقتى ... كما خلق الفيل بزلومة مثلا ...
اذكر فى شهادة الابتدائية عندما كان مجموع درجاتى العام 97% ... ونزلت جارتنا تزغرد لان صبيها قد حصل على مجموع 73% و ابنة أختها خصلت على 79% وهى فى شدة الفرح توزع زجاجات البيبسى المجانية على العمارة مجانا ...
سألت السيدة وهى وسط فرحتها والدتى عن درجاتى فى خجل فقد نسيت اننى فى مثل سن ابنها... فردت والدتى غير متباهية تماما ... مع اننى كنت الاول على مدرستى ... ولكن لم يهمها ذلك ... فلم أقم بانجازا.. بل وانه ربما قليلا ..واننى ان جئت غير ذلك فاننى سوف أُحاسب !
لم أحس ابدا ان هذا شىء غير طبيعى ...كنت أصدقه تماما
وزادت أحلام اليقظة ... وزادت محاولاتى و تجاربى...
كنت أحس ان الله يحبنى ....و بشكل مختلف أيضا
بل ربما وقتها كنت متأكدا من ذلك ....
كنت أسجل ايضا - كما هو واضح - كل تصرفات الكبار الحمقاء فى عقلى كى لا تحدث لى عندما أكبر...
لم تتوقف الملاحظة ولا التسجيل طيلة عمرى...
وفى يوم من أيام الحيرة ... قبل بلوغى التانية عشرة ... توصلت انه من العظيم ان يتخيل المرء جنته و يضعها صوب عينيه
ربما تساعده على الحياه و تكون حافزا على بلوغها... ولكن حكايات الدين عن الجنة لم تحسسنى ان هذا ما أتمناه ...فلم أشعرأبدا ان ما يحكون عنه سوف لن يكون مملا فى يوم من أيام هذه الحياه الابدية...ولكن
تركو جزءا لخيالى ...وقالو انك لن تستطيع ان تتخيل مهما وصفت لك ...ليس لان الكلمات غير قادرة على الوصف...بل لأن الخيال نفسه غير قادر على الوصول لطبيعة تلك الحياه...فلتتمن ما شئت ... وسوف يحققه الله لك كما لم تكن تتخيل ...
هل هنال شىء لا أستطيع ان أتخيله؟
دائما حاولت ان أطلب ما أشتهى ... ولم أعرف هل سوف تكون تلك الاشياء جميلة بالقدر الكافى كى تلازمنى حياتى الابدية؟
هل أتمنى اشياءا لم استطع الحصول عليها فى الحياة الدنيا ...؟
لم ترضنى تخيلاتى عن الجنة... ولم استطع ابدا ان اتمن شيئا ...
ولا اعرف كيف اتمنى ان تكون جنتى ...
كنت مؤمنا بالله بالحب ... وبالعقل ...وكان الخوف من الله ايضا يرشدنى
وظللت أكبر... وتتحقق أحلامى بأسرع ماكنت أتخيل ... وبشكل غير مساو للظروف التى أمر بها...
وغفلت عن الخوف من الله ... وظللت أقترف الذنوب تارة ..وأعود الى الله تارة ...
وبعد بلوغ سن الرشد كان كل شىء يتقدم بسرعة تذهلنى ... ولكن طبقا لطبيعتى و " زلومتى" لم يكن هذا غير عادى بالنسبة لى ... ولكنه ابدا لم يرضينى .. وأحسست ان هذا المعدل مهما كان سريعا فهو لن يصل بى فى النهاية الى أحلامى ...
وعلىّ زيادة سرعة هذا المعدل...
وتوالت الايام ... الصعبة منها و السهلة ...
زرقنى الله بكل ما تمنيت فى زوجتى و ابنتى ... بل و أكثر ما تمنيت ...
وظللت أتابع عملى و مهنتى بجد ومثابرة ...
ربما كنت عكس الاتجاه بالنسبة لأناس كثيرون ... ولكن كان هذا هو الاتجاه بالنسبة لى ...
ربما كان ذلك كثيرا على سنى و ظروفى بالنسبة لكثيرون ...
ولكنه بمنتهى الامانة كان قليلا بالنسبة لى ....
متفائل ..
طالما عرفت اننى عاطفيا لأبعد الحدود ...ربما أخرنى ذلك فى بعض المراحل عن بعض أهدافى... وربما الغفلة أيضا أخرتنى..
ولكن عوضنى عن كل ذلك سعادتى الغامرة مع زوجتى وابنتى ...
كنت أسخر من أحدا عندما يتحدث عن المشاكل ... فلطالما اّمنت ان لكل شىء حل ...
ولكونى أكثرهم تفائلا فكان ذلك موضع سخرية أحيانا...
غمرنى الحب ... وكانت المتعة الوحيدة التى تزيد نشوتها مع مرور الايام ...
أحسست ان بهذا إكتملت حوافز الحياه ...
و لا أستطيع ان أصف حلاوة زوجتى و ابنى .... هذا الجمال و الااستقرار الذى عاشته نفسى ...
بعد ان تغلبت على الشك...وعلى الخوفات البشرية ... وزى ما بيقولو كدة " ربنا عوض أخر صبرى خير "
تمنيت ان اعيش ابدا ..
عرفت ان احساسى بالفرح ايضا كان عاليا ...كنت أفرح اكثر من كل من حولى ... وبالتالى الحزن طبعا ...الذى - حمدا لله ...لم يطل ابدا .. و غبره من الاحاسيس التى عشتها دائما فى أعلى حالاتها ...مما كان موضعا للاستغراب ممن حولى دائما..
وطمعت ان ابدأ بالترفع عن كل صفات الرذيلة البشرية ...و حاولت المرور خلال ذلك بنجاح ...يشوبه بعض الضعف الانسانى...
و الان هو يرضي عقلى ...فلم أعد صغيرا...عرفت القناعة ... ولكن مازال الطموح لا يعرفها...
الحياه دائما بارتفاع ...حمدا لله ... لم اشعر بالغرور يوما... و لم يهتز ايمانى ساعة ...
حتى رحلت زووجتى و ابنتى ....
لم أختبر مأساه شخصيه فى حياتى مثل تلك ...
لا تستطيع الكلمات ان تصف إحساسى ...
لم أصدق ذلك لفترة طويلة...
عرفت الان ان هناك شيئا لا استطيع اتخيله ... حتى وان كان قد حدث
إهتزت كل ايماناتى بالاشياء من حولى واحتاج كل شىء للترتيب و العقل ... ولكن وسط أصعب لحظات الانهيار ...
........لا يمكن ان أكتب عن ما أحس بهذا .......
عذبنى ...
عذبنى ...
عذبنــــى ....
لم ينهار قلبى الى هذا الحد ...طوال عمرى
رفضت الطب النفسى أو المخدرات او اى وسيله تلهينى عن التفكير ...
لقد كان ذلك فوق طاقتى و احتمالات قلبى و عقلى وكل شىء !
ولكنى تذكرت ان الله لا يحمل نفسا إلا وسعها .....
ظللت أتضرع له حتى أصبر ....
ومازلت أتضرع ...
ومازلت لا اتحمل الصبر ....
ولكنى عرفت الخوف من الله الان ...
عرفته...كما لم أعرفه من قبل
فقد كان ينقصنى هذا العنصر من الايمان بالله...
من عبدوا الله بالعقول ققط ... اهتزت عقولهم
ومن عبدوه بالقلوب فقط ... فسدت قلوبهم
و من عبده بالخوف فقط ...لم يعرف الحب ... ولم بهدأ باله... وربما تمرد وكفر
لم أعرف خبرة الايمان بالله بهذه الثلاثة اشياء معا إلا الاّن ....
أتعذب... ولكن أتذكر
لا يحمل الله نفسا الا وسعها...
وسط الانهيار..تسائلت !
لما لم يكن أجلى أنا ؟
ثم سألت نفسى هل انا مستعد لأجلى ؟
عرفت لما لم يكن أجلى..
و حمدته على ذلك ...ولا زلت أحمده...
أفكر فى كل ذنب اقترفته فى حياتى و استغفره ...
أتضرع و أسأله ان يخفف ألامى...
بالرغم من انى أحس ان الفرح أختفى من حياتى للابد...
فهو له فى كل شىء حكمة ....
لازلت لم أحقق كل احلامى فى مهنتى..
ولازلت أتأمل فى خلقه و قدرته...
افتقد زوجتى و ابنتى و سعادتى ....
رحلا جميعا...
و لكنى مازلت اشعر ان الله يحبنى ...
قفد عرفت الاّن كيف أتمنى ان تكون جنتى ....

فجر الموتى و blogsopt

ما هذا المكان اللعين؟...
ما كل هذا الصراخ و كل تلك الاّلام و العذاب المعلن ؟؟؟؟
لماذا يدفعنى هذا المكان دونا عن باقى الاماكن على وجة الأرض لتأمل الجحيم !
قرابة العام وأنا أتجول بغير إنتظام ....
بغير إهتمام ...
ليتنى لم أهتم ..
انه يبعث على ما لا تستيطيع الكلمات وصفه !
أكثر المتفائلين فيه هو من أتعس الخلق و ابرزهم يأسا ... لماذاااااا؟
ألا يكفيكم العذاب اليومى و المرحلى و ابتلاءات القدر و اّلامه ؟
هل من الحكمة ان يكون إعلان انتحار النفوس و موت الهمم و سواد القلوب و يأس العقول !
هل من الحكمة تقرير ذلك من الاساس !!!!

عندما جئت هنا فى الاساس ... منذ زمن..
ربما أننى كنت افهم خطأ
ربما أعجبنى كيف لى أن استغل التطور العصرى حيث اننى دائما ما أكون أخر من يستغله على الكوكب...
انه و سيلة جديدة ...متنوعة الاغراض...
انه خطأ...
وإنها لنفس الاغراض ... اذا استبعدنا أغراض الجنس والعرى و التسوق و بيع البضائع الحقيقية و الزائفة
لن يتبقى من هؤلاء المسجونين إلا المذئوبين ...الذين ينعتون نفسهم بالمدونين !
و لقد أخطأت عندما نعتهم بالمسجونين...كان خيالا متفائلا لا يبعد عن حياة الشارع كثيرا
ولكن ما أرى الان و اسمع ... يفزع له قلبى و يهرول هاربا ....من فرط اليأس و الهراء و الصراخ و الأنين...

يذكرنى هذ المكان بفيلم " فجر الموتى "...

الذى انتج منه اول نسخة فى الخمسينيات ...ثم فى الثمانينات .... ثم أخيرا فى السنة الرابعة من الالفية الثالثة

الفيلم عن قصة تخيليه أظنها الان غير بعيدة الحدوث ...
عندما تحولت الأرض ما بين أيام و ليالى إلى مسوخ من المذئوبين يتزايد عددهم فى سرعة رهيبة و مفزعة كما نعرف عن طريق ان يجرح أحدهم انسانا أو يقضم عنقه ....

و بالأحرى ان أذكر ان الفيلم عبر هذه الخمسون خريفا على مر تطور الزمان و تطور صناعة السينيما لم تتغير قصته ولا السيناريو أيضا بما فيه من أماكن أساسيه و أحداث ... انما هى بعض التغيرات التى أجريت لتزيد الموضوع عمقا و تأملا وربما فزعا أحيانا و مقتا للجنس البشرى أيضا ....

باختصار ابتدى الموضوع بعضّه...
ثم امتلاْ كل مكان بهؤلاء المسوخ ...وصارو يتزايدون وسط هلع الناس و المدن و الدول و القارات ...
لا يقتلهم إلا رصاصة فى الرأس...
و من ثم هرب بعض البشر و لعب القدر دوره ان يجمع بعضهم ببعض فى مكان كان قبل الفاجعة هو سوق تجارى ... و لكنه الان لا يحتوى إلا البضائع ... و عدد من المسوخ داخله ... و أخرون خارجه....

أجتمع هؤلاء البشر الباقون على مراحل ... وفى صدف و أقدار و مساعدات ...فى هذا المول التجارى
قلة قليله... لا تصل لعشرون ...
و نشاهدهم يساعد معظمهم الاخر... يهرولون لانقاذ المزيد ...ثم يتعارك بعضهم حول قيادة الموقف بالعقل...و يردعه أخر ليقود الموقف بالسلاح ...وسط هذه الفاجعة لم يكن هناك رد فعل متوقع...
كانو من مختلف الظروف و الثقافات و الاجناس مما جعل الاتفاق صعبا و ربما تحس فى منتصف الاحداث وسط كل هذا الخطر انه مستحيلا..!
سوف يؤلمك عندما يتحول أحد الاشخاص وسطهم الى مسخ ثم يضطرون لقتله... ولا يعرف احدهم كيف يصلى عليه...
وقد كان وسطهم شخصا يلعب على الأرجون فى احد الكنائس ......رجلا فى الستينات من عمره .. وقد كان شاذا جنسيا ... فسألوه ....
و أفصح لهم أنه لا يؤمن بالله.... وقد كانت وظيفة للكسب ...و لم يهتم لما يقولون فى الكنيسه...
فلم تتلى على الرجل الذى قتلوه صلاه.... فلم يعرفو ماذا يقولون ... و لم يدفن أيضا ....
فى ذلك الجزء تفجرت تلك المأساه حين أكتشفو أخرون مصابون و اضطروا لقتلهم... ولم يصبح قتلهم بنفس الصعوبة أو المأساويه..
ولكن المأساه كانت لاّخر....رجل زنجى متزوج من روسيه و هى وقت الفاجعة كانت حاملا ... و اصيبت بعضّة ... ولكن زوجها يخفى على الجميع و يحبسها بحجة انه يرعاها .... يبكى و يتألم و يحس بالنقم على الحياه التى عندما أصبحت لها معنى بالنسبة له .. و بعد ان كان لصا صعلوكا و ماجنا ...اصبحت له زوجة ... و تحولت شخصيته فى مشارف قدوم ابن له على وجه الارض ... ولكن تحولت الارض إلى كارثة ... و تحولت زوجته الى مسخ ... و هو يربطها بالسلاسل حتى لا تقتل احدا ... و يعاملها كأنه يراها على طبيعتها و يحن عليها ....
أبكانى هذا لمره أخرى ...و هو يساعدها لتضع طفلها .... وتستطيع كمتفرج ان تجزم من عيناه انه كمن تلد امرأته فى مستشفى للولادة فى ايام عاديه و ربما ايضا تستطيع ان ترى الفرح الذى لا يستطيع عقلك ان يصدقة ...و لكنك تصدق انه يصدق نفسه رغم دموعه التى لا تجف...والتى لا تعرف لها هويه ...هل هى فرحا ام حزنا ام فزعا ام ايمانا ام جنونا ام كفرا ...!
و بينما تكتشف احدى الموجودين أمره و تدخل لترى وضع زوجته ... فتفزع ... و يصبح الامر ان عليهم قتلها ... فيتهور و يقتل تلك الفتاه التى هى الأولى التى قتلها انسان مثلها ..فى مثل تلك الحالة المرعبة ....و يهرع الاخرون فيقتلون الزوجة برصاصة فى رأسها لحظة ولادتها ذلك الطفل فيتهور الرجل الزنجى فى ثورة الوحوش انفسهم فلا يكاد ان يتحرك ليضغط على زناده حتى يقتله احد أفراد المجموعة ويكون ثان انسان يقتله انسان و فى نفس الساعة ...فيقع مسدسه من يده ...و يقع المولود من يده الاخرى ... ليقرب أحد الافراد ...فينظر على المولو ليجده ممسوخا .... فييقتله برصاصه فى رأسه...
المأساه عامة...
بعد عدة احداث ... يستطيع الباقون من أفراد المجموعة ان يتكيف بعضهم مع البعض بالعنف تاره و بالعقل تارة ... و يتعاونون على التخلص من المسوخ الذين تزايد عددهم حول المكان ....ربما لم يزل هناك اناسا غير ممسوخين إلا هم !
يتناسون ذلك...
وكأنهم يحاولون العيش دون اهتمام لما يحدث ... و يلعب بعضهم بعض اللعب ... و يتجول البعض وسط الاغراض فى السوق ...التى لم يتطيع شرائها فى حياته العادية ...و يلهو بها ....و يمارسون الجنس ... ويضحكون ...تارة .... و يقتلون المسوخ على مر الاحداث!

لازالت هناك بعض قنوات تعمل فى التلفاز ...ربما تتفرج على قناه فيأتى أحدهم ليقضم عنق المراسل الصحفى ...فتتملل و تقلب القناه ...
حتى يتحدث احدهم فى التلفاز أن هناك خطة انقاذ بالطائرات ... ويهب الامل !
فيهرعون الى سطح المبنى ليرسمو على كل تلك المساحة المربعة علامة " النجدة"
ولم يأتى احدا...
ثم تأتى طائرة ....فيهرعون للصياح و يشاورون و تتغير التعبيرات على و جوههم من الامل الى الوجوم وسط رحيل الطائرة بلا اي مبالاه فى طريقها كما ان لم ترى احدا... وربما يحولون التقاط نفس القناه مرة أخرى فلا يجدونها...ربما أكلها المسوخ ...
فيتمللون و يغلقون التلفاز ويصعدون للسطح مرة أخرى...
فيكتشفون أنسانا على سطح أخر بجوار مبناهم... سطح متجر للاسلحة.... يقف ببندقيته ... و يقتل من المسوخ من يقرب الى مبناه ...
فيتكلمون معه عن طريق الكتابه على لوح ... ثم يرد هو بالكتابه على لوح بجواره ... ويرفعه ليروه ...
فيتتطور هذا الاسلوب فى الحوار.... الى" شاتينج"
ليلعبون الشطرنج عن طريقه فى مرح .... كما لو ان ليس هناك الالاف من الاهوال حولهم ...
حتى يتطور الوضع انهم يتبارون على اصابة الاهداف من المسوخ ...رصاص كتير و رئوس كثير تتفجر و تملأ المكان بالأسفل و مازال هناك الالاف منهم ... و اللعب مستمر فى تحدى و ضحك بصوت عال...
يقتلونهم كما فى ألعاب الكمبيوتر... كل ببندقيتة من فوق سطحه !
عجبا للإنسان ....
والاّن تنفذ المؤن من زميلنا على السطح الاخر ... فهو ليس بمول تجارى مثلهم ...
لتتحرك مشاعرهم مرة اخرى ....لانقاذه من الموت جوعا بجوار بندقيته ... اووه !
يدبرون خطة لايصال الطعام له عن طريق كلب صغير بصحبتهم لا يهتم لامره المسوخ ...
وتكاد تموت احد الفتيات بصحبتهم ضحية تلك الخطة خوفا على كلبها التى هرعت ورائه ... و قد أصيب صاحبنا الاخر من المسوخ وهو يحاول التقاط المؤن من الكلب ... و تحول الى مسخا ....
فيحسون احساسا جماعيا بالـ.... لا استطيع ان اجزم اننى قادر على وصفه ... و لكنه لا يكد فيزول بعد ساعات ...

وهنا تلتقط احد القنوات التليفزيونيه ... رجلا يتكلم ...ربما كان رجل دين...شكله وهيئته لا تساعدك على الاستدلال...
يتكلم فى تأمل...و يكد يبكى :

" ما هذا ... ما الذى يحدث ؟ .... هل هذا هو الجحيم ؟؟؟؟....
انظروا إلينا نحن البشر ...عهدنا الرزائل .... عهدنا الجنس فى غير الزواج ...عهدنا السرقة و القتل ... عهدنا الطعام الذى ليس من حقنا ...
عهدنا علاقة رجل برجل اخر ... عهدنا كل ما هو فظيع و اصبح لنا عاديا ...وربما نوافق عليه !!!
أنعجب الان لما يحدث ؟؟؟ ألم يحدث أسوأ منه وسط حياتنا اللعينة ... المستقرة بالكفر و الانحلال !!!!
انه الجحيم ...الجحيم الذى امتلأ .... فقد نقله الله على وجه الارض ...فلم يعد يسع أكثر هناك ...
و سوف تستقر هذه الحياه ...أكثر من حياتنا استقرارا...
فهو جحيم .... أبدى "


وهنا ....
يغلق التلفاز .... و يحاول النوم ... فيدخل الرجل العجوز الشاذ ليبدأ ان يحكى له عن علاقته الشاذه بأول شاب فى سن الثالثة عشرة ...
يتضجر منه بشده ... ويتمنى لو يستطيع ان يقتل نفسه....

هذه ليست نهايه الفيلم ...فقد انتهى الفيلم بهروب بعضهم وسط موت البعض الاخر بابشع الطرق...و ابسطها ...و انتحار البعض ايضا
ويركب الباقون زورقا للذهاب اى جزيرة بعيدة...وسط الامل المحمل بأبشع الالام....
ويصلو بالفعل و يرون جزيره و يتجهون أليها ولكنهم قبل ان ينزلو عليها ... يفاجئون بأنها امتلات بالمسوخ منذ فترة !!!
انتهى الفيلم ...

و لكننى الان فهمت ....

ولا أتعجب من هذا المكان الان .... كان على أن أتوقع ...
ولكن أتوقع ماذا ...

أتوقع ماذا ؟

ان يكون blogspot أحد صور الجحيم على وجه الارض؟

اليس هذا مضحكا للغايه؟

نعته بالسجن فى أحد حالات التأمل ... وربما السخريه....

و لكنى الان أحس بضيق الصدر ... لم أرى يأسا مكشوفا و ذلا عاريا و لهوا صارخا و كدبا مصدقا بهذا الكم او الكيف ... ولا بهذا التركيز ...

أستطيع الان ان أعرف اننى لا أريد ان أعيش هنا معكم ....

و سوف أحاول غلق هذا المكان على عقلى و قلبى فقط .... ربما أخرج...فقد أحس أحيانا عند البعض بروح التأمل فى النجاه ولكنى طالما أحسستها تأملا فى غير ذلك سوف أظل هنا وحدى هاربا ...
هربا من التليفزيون و من الهراء و الصحف و الجرائد و من السخافات و من اليأس المعتم الذى يبعث على الكفر !

انها صحيفتى اليوميه التى أصدرها وحدى ... فأقرئها و حدى
و أكون رقيبا عليها و محررها.... و مؤمنا ... وربما أقسم
أن تظل طرفا غائبا ....

يمكن أن يبعث فى نفسى الأمل ....
وربما فينا ...

فؤاد قاعود ...

صاحبى راح مشوار
رجع من غير مناخيره...
قلت له يا جدع
مناخيرك فين ؟...
قالى: أسكت
طول عمرى من غير مناخير

فؤاد قاعود

مظاليم

عندما قدمت فوجئت بثلاثة يعقدون اجتماعا مغلقا مع الثلاثة الأخرين بما فيهم أنا.. لإتفاقهم على رحيلها و عرض الأمر على الباقون ... لماذا؟
لأنها مزعجة ... تبدو لهم غبية ... تتسبب فى الكثير من المشاكل.... أسمع كلاما غريبا مثل " مش عارف أعمل حاجة و هيا حواليا" وكلاما أخر مثل " دى مش أخلاقنا ايه اللى بتقولوه ده " ... وكلام زى " انا أعمل ايه و هيا مش قصدها بس هتودينا فى داهية" وكلام زى " أنت ما تعرفش ان يمكن يكون ربنا مباركلنا بسبب دى "... كلام وكلام ...
انا كنت ساكت ... بدون سبب غير الرفقة بأحوال البشر الذين انتميت اليهم ....جميعا
وقد قوبل الاقتراح بالرفض التام .... ولم ترحل
كان يؤرقنى ان يتزمر أحدهم فى وجهها ... ويعاملونها بحدة ...لا معلوة تزيد عن كونها غبية مزعجة ..ولكنها لا تفهم ... ولا تتحدى أحدا..
أعتقد ان الحكم صعب.... قالو لى انت لا تعيش معها ...لا تسمعها لا تتأثر بها إلا فى حدود ...وأخذ البعض يحكى و البعض يقلد صوتها و حركاتها المستفذة و المضحكة للجميع ... ولم أضحك
تعددت المناقشات بينى و بينهم حول ذلك من نقاط زى انها لو أحلى شوية ...او لو لو كانت بتلبس كت مثلا كان هيبقى استقبال أسلوبها فى الحياه بالنسبالكم مختلف تماما... حتى وصلت لفكرة احترام الانسان ... وقد لاقى الموضوع بعد النقاط فى رؤوسهم .. ولاقى نقاطا فى رأسى ايضا .. ولكن كلما تكلمنا قالو ... "أصلك مش مركز معاها.. شايفنا ظالمينها و احنا اللى مظلومين اصلا .. ويضحكون"
ركزت ...
ولما ركزت لقيت انها بتعمل تعليق مستمرعلى افعالها .. مثل : " اما أكلم أستاذ فلانى عشان فلان الفلانى يجيب الحاجات من فوق ... مش عارفة هو ليه اتأخر كدة ... هو مش يقول طيب ... ألو ألو ...يادى النيله ما بيردوش ليه ع التليفون دول ... ثم تتحرك لترى شيئا ع الاض ...يادى النيلة كان هيضيع ... دة لو كان فلان الفلانى لقاه كان ... أمال مين صحيح اللى ساب التكييف امبارح ...هو انا كل حاجة هأعملها ... و ماخدش بس غير زعيق والله ماليا دعوة بحاجة ماليش فيها ...أنزل انا ليه أروح البنك .. مش فى ساعى .. يالهوى أتأخرت ع البنك ... و تضحك بصوت عالى ... ثم تقول : أعملكوا شاى ؟ "
بالإضافة الى الشكوى عن حالها أحيانا و من المعاملة أحيانا أخرى و الدخول بالعافية فى اي مناقشة بيننا حول دين أو ثقافة او سياسة او أى شىء كل ذلك أثناء قيامها بعملها والتعليق عليه وعلى أعمالنا و تحركاتنا ايضا حولها مثل راوى الفيلم تماما ...مما يجعلها لا تسكت أبدا ....
وفعلا يحتوى ذلك على قدر كبير مما يسمونه ازعاج ... ولكنه ليس مجرد ذلك...
انها تريد ان يسمعها أحد ... تريد أن تتكلم ... ولكن ليس عند كل انسان الوعى بأن عليه قبل ان يفكر فى حقه ..ان يفكر فى حقوق العالم من حوله ... إنها فقط لا تفهم ...
تعمل على الاوامر مثل عسكرى الامن المركزى تماما...وليتها تنفذ الاوامر بشكل صحيح ... وتستطيع ان تضع اسم مديرها فى اى جملة مفيدة لتوصل لك الاحساس بحتمية نفاذ اى أمر ...حتى و لو كان تافه ... وتسبه و تقلس عليه على مرأى و مسمع من الجميع عدا هو بعد ان تتحرك من أمامه عندما يتذمر عليها ...فقط كلام ...لا أحس انها تتضايق منه فعلا ...
كنت وحدى كثيرا فى غرفتى ... أسمعها تكلم نفسها طول الوقت ... و تقوم بعملية التعليق على الحياة رغم عدم وجود أحد من حولها...و ابتدى احساسى بقلة قدرتها على الفهم يتحول لاكتر من احساس ...
وحتى بعد أن طالتنى العديد من المشاكل التى تسببت هى بها ... وعنفتها فى أدب ... و أظهرت حجم المشكلة لها بدون ان أحملها المسئولية رغم مسئوليتها ... ركزت و تأثرت بالفعل على مدار وقت طويل ..لم أسأم المحاوله ... فإنى أعاملها جيدا ... وتعاملنى جيدا ...ولكنى غير راض .... وفى إنتظار أن أعاملها بشكل أحسن ...و ألا أحس بشقاء غيرى ...لا هى ولا زملائى ...
يكفينى شقائى...

أضغاث احلام

كان حد من صحابى القدام ... بيفرجنى قطتين جداد شيرازى ابيض جمال اوى اوى ... وانا بفكر احورله عشان أخد واحدة اديها هدية لحد بحبه..او لصاحبى اللى كان عاوز قطة لمراته
القطط كان شعرهم نازل على عينيهم كدة و شعرهم طوييييل .. وانا اقرب منهم كدة وهما بيتحولو لبنتين متغطيين بإيشاربات بيضة .. وشوشهم مش باينة فسألت صديقى اللى تحول هو كمان لصديقتى .. مين دول ؟ فرفعت صديقتى الايشاربات عن وشوشهم لقيتهم بيتعرفوا عليا وانا عرفتهم وقلنا اننا كنا مع بعض زمان فى ابتدائى و كل واحدة ماسكة ايد من ايديا قوى ...
وألاقى ريم طالعة مش عارف منين ...زى ما هيا ماتغيرتش ... شدت ايديا ووقفت ... وقفت جنبى لابسة هدوم ملونة على غيرعادتها مع طرحة ملونة والمكان ابتدى يبقى زحمة وهى ماسكة ايدى بتطبق عليها قوى و تلزق فى جنبى قوى ... وبتقول بابتسامة حماس انتا جيت ...انا عارفة انك هتيجى ..انتا هنا صح ...انا مستنياك ...من زمان ... كنت ابتديت اتخنق و اتضايق قوى من الناس اللى حواليا و بتلمسنى ...أقولها ازاى انى انا مش ملكى ...إبعدو عنى مش طاييييق ...قشطة .. صحيت م النوم